لقاء تواصلي بخريبكة يبرز أهمية تكوين الأطر التربوية في النهوض بالتعليم الخصوصي.

19 يونيو 2025
لقاء تواصلي بخريبكة يبرز أهمية تكوين الأطر التربوية في النهوض بالتعليم الخصوصي.

إدريس سحنون 

في سياق تعزيز الحوار والتكوين المستمر في قطاع التعليم المدرسي الخصوصي، احتضنت قاعة غرفة التجارة والصناعة والخدمات بخريبكة، يوم الأربعاء 18 يوليوز 2025، لقاء تواصليا تكوينيا ، جمع مديري المؤسسات التعليمية الخاصة والأطر التربوي العاملةبها وفاعلين تربويين…

 وجاء اللقاء تتويجا لجهود مشتركة بين المكتب الجهوي لرابطة التعليم الخاص بالمغرب والمديرية الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بخريبكة ، بشراكة مع الفيدرالية الوطنية المغربية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ .

و افتتح اللقاء بجلسة ترحيبية توجيهية، ألقى خلالها السيد بوعزة عاقم، المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، كلمة أكد فيها على أهمية الانخراط الفعال لمؤسسات التعليم الخصوصي في الورش الوطني لإصلاح المدرسة المغربية، مشددا على ضرورة تعزيز جسور التعاون بين القطاعين العام والخاص من أجل تحقيق الجودة والإنصاف وتكافؤ الفرص.

ومن جهته، أبرز السيد محمد الزايدي، رئيس المكتب الجهوي لرابطة التعليم الخاص بالمغرب، وممثل جمعيات التعليم المدرسي الخصوصي بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، في كلمته الترحيبية خصوصية هذا اللقاء باعتباره مناسبة لتبادل الرؤى حول التحديات التي تواجه القطاع وآفاق تجويده، مشيدا بروح الالتزام والانفتاح التي طبعت أجواء الإعداد والتنظيم.

وشهد اللقاء سلسلة من المداخلات التربوية والقانونية التي تناولت قضايا أساسية تتعلق بعلاقة التعليم الخصوصي بالتحولات الراهنة. حيث قدم السيد محمد الزايدي مداخلة بعنوان “من أجل تعليم خصوصي منفتح: تعاقد منصف، تربية دامجة، وتكوين مستدام”، استعرض فيها واقع التعليم الخصوصي، مؤكدا أهمية بناء علاقات شفافة وواضحة بين المؤسسات التعليمية والأسر من خلال عقود تحدد الحقوق والواجبات. وأشار إلى ضرورة دمج التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة في المؤسسات، مع توفير الدعم التربوي والنفسي لهم، معتبرا التربية الدامجة ركيزة أساسية في المنظومة التعليمية.

كما أبرز أهمية التكوين المستمر للأطر التربوية لمواكبة التطورات البيداغوجية والتكنولوجية، وضرورة إعداد مشاريع مؤسسية واضحة تعكس توجهات المؤسسات التعليمية وتستجيب للتحديات المعاصرة. وشدد على أن التعليم الخصوصي أصبح شريكا لا غنى عنه في منظومة التربية الوطنية، لما له من دور تربوي واجتماعي متزايد في تنمية المجتمع.

وفي مداخلة ثانية، تناول الأستاذ حسن صموتي، رئيس مكتب التعليم المدرسي الخصوصي، موضوع “العقد المؤطر للعلاقة بين الأسر ومؤسسات التعليم المدرسي الخصوصي”، حيث استعرض أهم عناصر هذا العقد على ضوء القوانين التنظيمية، مع الدعوة إلى اعتماد عقد متوازن يجمع بين الجودة، وضمان الحقوق، والوفاء بالواجبات.

أما السيد المصطفى صائن، رئيس الفيدرالية الوطنية المغربية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، فقد ركز في مداخلته على سبل تفعيل أدوار جمعيات الآباء بالتعليم الخصوصي، في ضوء المستجدات القانونية والتربوية، معتبرا أن هذه الجمعيات مدخل أساسي لتحقيق مدرسة دامجة وديمقراطية تشاركية فعالة.

ودعا المدير الإقليمي في كلمته التوضيحية إلى انخراط مؤسسات التعليم المدرسي الخصوصي في تعزيز وترسيخ مبادئ التربية الدامجة، من خلال استقبال التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة وتوفير شروط إدماجهم التربوي والاجتماعي. كما حث المؤسسات على تأسيس جمعيات رياضية تمكنها من المشاركة في البطولات الجهوية والوطنية، بما يسهم في تنمية شخصية المتعلمين وتنويع أنشطتهم المدرسية. ولم يفت المسؤول الإقليمي التذكير بأهمية اعتماد العقد المؤطر للعلاقة بين الأسر ومؤسسات التعليم الخصوصي، باعتباره إطارا قانونيا يعزز الشفافية ويضمن التوازن بين الحقوق والواجبات، ويساهم في ترسيخ الثقة المتبادلة بين جميع الأطراف المعنية بالعملية التربوية.كما دعا المدير الإقليمي إلى ضرورة إحداث جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ داخل مؤسسات التعليم المدرسي الخصوصي، لما لها من دور أساسي في توثيق جسور التواصل بين الأسر والإدارة التربوية، والمساهمة الفعلية في تتبع المسار الدراسي للمتعلمين، ودعم أنشطة المؤسسة التربوية والاجتماعية والثقافية، بما يعزز الحكامة التشاركية ويقوي إشراك الأسر في الحياة المدرسية.

واختتمت الجلسة التفاعلية بمناقشة عامة أغنتها تساؤلات الحضور وتدخلاتهم، وعكست رغبتهم في مواكبة التحولات التربوية والإدارية التي يعرفها القطاع، لا سيما في ما يتصل بتنظيم العلاقة مع الأسر، وضمان الحقوق التربوية للمتعلمين.

بعد فترة استراحة، انتقل المشاركون إلى الورشات التكوينية التطبيقية التي شملت مجالات تعليمية أساسية، حيث التأم الأساتذة والمؤطرون في ورشات تخص الرياضيات والنشاط العلمي، واللغة الإنجليزية، واللغة الفرنسية، مؤطرة من طرف فريق مركز التوزيع والنشر CDPL، الذي ساهم في تأطيرها بكفاءة عالية، وبتقنيات تربوية حديثة.

وفي الجلسة الختامية، تم تقديم ملخصات ومخرجات الورشات، تلتها صياغة التوصيات المقترحة من طرف المشاركين، قبل أن يتم توزيع شواهد المشاركة، وإلقاء الكلمة الختامية من طرف السيد عبدو أقديم، المدير العام لمركز CDPL، الذي عبر عن اعتزازه بالشراكة، وأكد على استمرار التعاون من أجل النهوض بجودة التعليم الخصوصي بالمغرب.

لقد مثل هذا اللقاء مناسبة حقيقية لبناء جسور تواصل وتكوين، وعكس بوضوح إرادة الفاعلين في القطاع لتجاوز التحديات، والانخراط الجماعي في ورش بناء مدرسة مغربية منفتحة، عادلة، ودامجة.

وعبر المشاركون، عقب هذا اللقاء، عن ارتياحهم لمستوى النقاش وجودة المداخلات التي لامست انشغالاتهم المهنية والتربوية، مؤكدين أهمية استمرار مثل هذه اللقاءات التفاعلية من أجل تعزيز الحوار التربوي وتبادل الخبرات.

كما نوهوا بالدور الفعال الذي قام به مركز التوزيع والنشر، الذي لم يقتصر على دعم تنظيم هذا اللقاء، بل سهر أيضا على تأطيرهم وتكوينهم، ومدهم بعدة تربوية، تكوينية، من ضمنها كتب مدرسية مستلهمة من تجربة سنغافورة الرائدة في مجال التعليم، وهي تجربة تقوم على بناء مناهج مرنة ومتكاملة، وترتكز على التكوين الصارم للمدرسين، واعتماد التفكير النقدي وحل المشكلات، ما جعل النظام التعليمي السنغافوري يحتل مراكز متقدمة عالميا.

و اعتبر المشاركون هذا الدعم إضافة نوعية تعزز من جودة الأداء التربوي داخل مؤسساتهم، وتفتح آفاقا جديدة لتجويد التعلمات.

 

 

 

 

 

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.


Breaking News

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...Learn More

Accept