سقط أولمبيك خريبكة … فمن المسؤول؟

17 مايو 2025
سقط أولمبيك خريبكة … فمن المسؤول؟

إدريس سحنون

لم يكن نزول نادي أولمبيك خريبكة إلى قسم الهواة مجرد نتيجة رياضية عابرة، بل تتويجا لمسار طويل من الاختلالات والتسيير المرتبك، مما يفرض علينا اليوم طرح الأسئلة الجوهرية حول الأسباب العميقة لهذا الانهيار غير المسبوق.

أين ذهبت أموال المنح؟

كيف لفريق تصل قيمة المنح التي يتلقاها سنويا، من المال العام، إلى ما يزيد عن مليار و400 مليون سنتيم، ويحضى بدعم قوي من مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، أن يعجز عن تحقيق البقاء في القسم الثاني؟ هل هناك من يدقق في أوجه صرف هذه الأموال؟ وهل خضعت صفقات اللاعبين والتجهيزات والرحلات للتتبع والمراقبة؟

من يختار الانتدابات؟

هل كانت انتدابات اللاعبين تبنى على رؤية تقنية واضحة؟ أم أنها كانت تخضع لمنطق العشوائية والولاءات؟ كم عدد اللاعبين الذين تم التعاقد معهم خلال آخر خمس سنوات، وما هي جدوى هذه الانتدابات من حيث الأداء والعطاء داخل رقعة الميدان؟

كم مدربا؟ وكم خطة؟

كم مدربا مر من على دكة أولمبيك خريبكة في آخر ثلاث سنوات؟ وكيف يعقل لفريق يبحث عن الاستقرار أن يغير جهازه الفني باستمرار؟ أليست كثرة الإقالات والاستعجال في البحث عن النتائج دليلا على غياب مشروع رياضي متكامل وواضح المعالم؟

ماذا عن المكتب المسير والشركة؟

هل المكتب المسير الذي تولى تدبير الفريق يمتلك الكفاءة الرياضية والتدبيرية اللازمة؟ وماذا عن الشركة الرياضية: هل كانت حلا أم جزءا من الأزمة؟ كيف تم اختيار المسؤولين داخلها؟ وهل تمت المحاسبة عند الإخفاقات؟

أين مدرسة التكوين؟

أين اختفت مدرسة التكوين التي كانت في وقت سابق تخرج أسماء لامعة في الكرة الوطنية؟ لماذا لم تعد خزانا للفريق الأول؟ وهل تم الاستثمار فعلا في البنية التحتية والتكوين القاعدي؟ أم أن الرهان كان دائما على الحلول الجاهزة والمستوردة من خارج المدينة؟

اليوم، ونحن نرى الجماهير تبكي فريقها وتنتفض في الشارع، فإن الوقت قد حان لفتح تحقيق شامل ومحاسبة شفافة لكل من ساهم في تدمير هذا الصرح الرياضي الذي أسعد أجيالا من الخريبكيين. فالتاريخ لا يرحم، والمدينة تستحق ناديا في مستوى طموحاتها.

 

 

 

 

 

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.


Breaking News

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...Learn More

Accept