زنقة36_غزة مجيد
في إطار انفتاحها الدائم على الفكر والمعرفة ودعمها المتواصل لقضايا التنمية الاجتماعية والحقوق الإنسانية، شاركت السيدة حليمة عسالي، عضوة المكتب السياسي لحزب الحركة الشعبية، في حفل تقديم وتوقيع كتاب الدكتور يوسف بونوال المعنون بـ”Le droit à la santé en Afrique”، وذلك بالرواق الرسمي لمجلس جهة الرباط سلا القنيطرة.
وقد تميز هذا اللقاء بحضور وازن لشخصيات سياسية وأكاديمية مرموقة، من بينها الدكتور أحمد آل علي، الأستاذ الجامعي بالجامعة الكندية في دبي، والسيدة سلاماتا آن، المستشارة السابقة لرئيس البرلمان السنغالي والمديرة العامة لشركة LCM Link Compétences Maroc، بالإضافة إلى أطر الحزب ومجموعة من المختصين والمهتمين بقضايا الصحة والتنمية.
استعرض الدكتور يوسف بونوال، خلال عرضه، الإشكالات الكبرى المرتبطة بالحق في الصحة بإفريقيا، مشدداً على أهمية إدماج هذا الحق الجوهري ضمن أولويات السياسات العمومية الإفريقية لتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة. وقد شكلت المداخلات القيمة للمشاركين فرصة لتسليط الضوء على تجارب دولية ناجحة في هذا المجال، مما أغنى النقاش ووسع أفق التفكير في الحلول الممكنة.
وفي كلمة ختامية مؤثرة، أشادت السيدة حليمة عسالي بجودة العمل البحثي للدكتور بونوال، معتبرة أن الدفاع عن الحق في الصحة يندرج ضمن المعركة الأوسع لتحقيق الكرامة الإنسانية لكل أبناء القارة. كما أكدت أن تعميم الولوج إلى الخدمات الصحية، لا سيما في المناطق القروية والنائية، يشكل واجباً وطنياً وأخلاقياً، داعية إلى اعتماد مقاربة شمولية تعزز التغطية الصحية للجميع دون تمييز أو إقصاء.
وقد جسدت السيدة حليمة عسالي من خلال حضورها اللافت، المكانة الريادية للمرأة الحركية كصوت للعدالة المجالية والاجتماعية، وكعنوان للالتزام المبدئي الذي يجمع بين العمل الميداني والوعي الفكري. فكانت بحق تعبيراً حياً عن توجه حزب الحركة الشعبية الذي جعل من القرى والمناطق المهمشة صلب قضاياه الكبرى منذ تأسيسه، وكرس عبر تاريخه الطويل مبدأ التضامن الاجتماعي والتوازن المجالي كشرط أساسي لبناء دولة الإنصاف.
وفي هذا السياق، أكدت السيدة عسالي أن حزب الحركة الشعبية يواصل انخراطه الفاعل في معركة الدفاع عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، واضعاً قضايا الصحة والتعليم والتنمية المستدامة ضمن أولوياته، ومعتبراً أن دعم المبادرات الفكرية والأكاديمية يشكل رافعة استراتيجية لتحقيق التنمية العادلة والدامجة.
وقد اختتم الحفل بتوقيع نسخ من المؤلف لفائدة الحضور، وسط أجواء مفعمة بروح الاعتزاز بالمعرفة كقوة للتغيير، والتأكيد على أهمية تلاقي الجهد الأكاديمي مع النضال السياسي لخدمة قضايا الوطن والقارة.