زنقة36
في زمنٍ يزداد فيه الاصطناع السياسي، ويغيب فيه الدفء الإنساني عن كثير من اللقاءات الحزبية، جاء اللقاء العفوي الذي جمع الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، محمد أوزين، بمناضلات الحزب ومناضليه في بني ملال، ليعيد إلى المشهد السياسي المغربي صورًا من التلقائية الصادقة، والبساطة الآسرة التي لا تصطنع القرب، بل تعيشه.
لم تكن هناك أضواء مسلطة، ولا بروتوكولات ثقيلة. لا خلفيات حزبية ولا شعارات معلّقة. كان هناك فقط رجل سياسي بين أهله. يجلس كما يجلسون، يبتسم كما يبتسمون، ويصغي باهتمام كما يفعل القادة الحقيقيون. لقاء إنساني قبل أن يكون سياسيًا، مليء بالود والوفاء، يعكس عمق العلاقة بين القيادة القريبة وقواعدها الصلبة.
في صورة التُقطت دون ترتيب، اختزلت اللحظة جوهر الحركة الشعبية: حزب وُلد من الأرض، وبقي لها. حزب يعرف أن قوته ليست في الميكروفونات، بل في الأيدي التي تصافحه والقلوب التي تحمله.
رسالة اللقاء لم تكن موجهة فقط للداخل الحركي، بل حملت بين طياتها خطابًا ضمنيًا إلى الخصوم السياسيين: أن الامتداد الشعبي لا يُفبرك، والمصداقية لا تُشترى، والبساطة – حين تصدر عن قناعة – أقوى من أي حملة إعلامية.
في زمن التسويق الانتخابي، يختار محمد أوزين أن يسوّق لفكرة أعمق: أن الزعامة ليست ما يُقال عنها، بل ما يشعر به الناس تجاهها.
هكذا تظل الحركة الشعبية، كما أرادها مؤسسوها، وفية لنبض الشعب، ثابتة على عهد الوفاء، ومنفتحة على أفق التجديد.