زنقة36_ غزة مجيد
خريبكة – السيد رئيس الجماعة المحترم، تحية طيبة،
أعود بذاكرتي إلى اليوم الذي حضرت فيه افتتاح حديقة الفردوس، حيث وقفتُ بين المصفقين، وأصغيت بحماس إلى كلماتكم التي كانت نابضة بالأمل، وقد تحدثتم عنها بحماس كبير كأنها واحة خضراء تضاهي أجمل حدائق أوروبا. كانت كلماتكم تتغنى بمستقبل خلاب لهذه الحديقة التي تحمل اسم “الفردوس”، وتبشّر بفضاء يلبي تطلعات سكان خريبكة.
لكن، وبينما كنت أتجول في الحديقة مؤخراً، شعرت بصدمة من واقعها. فالمكان الذي كان من المفترض أن يكون جنّة خضراء تحول إلى لوحة تفتقر إلى الألوان، حيث المساحات الجرداء ، بينما تحاول النباتات القليلة البقاء في ظروف صعبة. أمام هذا الواقع، لم أتمكن من كبت تساؤلاتي: أين ذهبت تلك الرؤية الجميلة التي ألهمتنا بها كلماتكم؟ وهل الحديقة التي كنتم تفتخرون بها في يوم الافتتاح قد أصبحت فعلاً “فردوساً” لأهالي المدينة؟
المسألة هنا لا تتعلق بندرة الماء، كما قد يبرر البعض، فقد كانت الأمطار الأخيرة كافية لدرجة أنها أغرقت شوارع المدينة. إن المشكلة الحقيقية، سيادة الرئيس، تكمن في الإهمال وغياب العناية المستمرة التي تحتاجها هذه المساحات الخضراء. إدارة الحدائق تتطلب التزاماً جاداً وموارد كافية للحفاظ عليها، وهي مسؤولية تقع على عاتق النائب المكلف بهذا الملف. ولهذا، من حق المواطنين أن يتساءلوا: هل تم تخصيص الميزانية والموارد اللازمة لضمان استمرار صيانة الحديقة بالشكل اللائق؟
نحن لا نطلب منافسة حدائق العالم، بل نسعى لخلق مساحة بسيطة تجلب السعادة والراحة لأهل المدينة، ليجدوا فيها مكاناً يليق بلحظات استرخائهم. إن حديقة الفردوس لا تحتاج إلا إلى القليل من العناية والإرادة السياسية لتستعيد جمالها وتصبح بالفعل “فردوساً” حقيقياً.
رسالتي، يا سيادة الرئيس، ليست مجرد انتقاد، بل هي دعوة صادقة للتعاون من أجل إعادة الحياة إلى هذا المكان. نأمل أن تجد في كلماتنا حافزاً للعمل، وأن تصبح حديقة الفردوس فعلاً واجهة مشرفة لنا جميعاً.