زنقة36_غزة مجيد
بروح من التفاؤل والشغف بالفن المسرحي، انطلقت فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان الرواد الدولي للمسرح بمدينة خريبكة، تحت شعار “نمشيو نتفرجو فالمسرح”. هذا الحدث الثقافي السنوي، الذي اختارت جمعية الرواد للمسرح أن تكرسه كجزء من هوية المدينة، جمع بين مختلف الأطياف الثقافية والفنية من المغرب وخارجه، في أجواء تعكس الحماس والشغف بالمسرح كوسيلة للتعبير الفني وكمحرك للتغيير.
شهد الحفل الافتتاحي حضور شخصيات مرموقة، من بينهم السيد محمد أهناني، باشا مدينة خريبكة، والسيد محمد الزكراني، رئيس جماعة خريبكة، بالإضافة إلى ممثلي عمالة إقليم خريبكة، وأعضاء من أكت فور كومينيتي، وعدد من ممثلي المجتمع المدني، إلى جانب الصحافة المحلية والوطنية. وقد أكدت الكلمات الافتتاحية على أهمية هذا الحدث في تعزيز الثقافة المسرحية، وتشجيع الشباب على المشاركة في الأنشطة الثقافية، وذلك إيمانًا بالدور الحيوي للمسرح في بناء أجيال قادرة على مواجهة تحديات الحياة بروح إيجابية وفكر متجدد.
أكدت إدارة المهرجان في كلمتها على القيمة التربوية العالية للمسرح، التي تكمن في قدرته على تعزيز روح العمل الجماعي، وتطوير مهارات الخطابة، والتفاعل مع الجمهور بشكل حي ومباشر. كما نوهت بالدور الكبير الذي يمكن أن يلعبه المسرح كوسيلة توعوية قادرة على التأثير ونقل الرسائل الاجتماعية بطريقة فنية تتجاوز الكلمات.
وفي هذا السياق، عبّر مدير المهرجان، السيد عبد الرزاق ولد عامر، عن امتنانه للشركاء الرسميين والداعمين، من وزارة الشباب والثقافة والتواصل، والمجمع الشريف للفوسفاط، والمجلس الجماعي لخريبكة، الذين كان لهم دور أساسي في إنجاح هذه التظاهرة الثقافية، معتبرًا أن تعاون المؤسسات الرسمية والمجتمع المدني يعكس التزام المدينة بدعم الفنون والثقافة كركيزة للتنمية المستدامة.
يعد برنامج المهرجان هذا العام غنيًا ومتنوعًا، حيث يشمل عروضًا مسرحية من مختلف الدول، كعرض “خطة كيوبيد” من مصر، و”FIRE WORKS” من إسبانيا، إلى جانب عروض مغربية من طنجة والدار البيضاء وخريبكة. بالإضافة إلى العروض، سيحظى الجمهور بورشات تكوينية وندوات ثقافية تتناول مواضيع حيوية، مثل “صحة الفنان فوق كل اعتبار”، والتي تبرز التزام المهرجان بتعزيز الجوانب الثقافية والاجتماعية للفن المسرحي.
يعكس المهرجان هذا العام رؤية متفائلة نحو المستقبل، حيث راهنت جمعية الرواد على إشراك الشباب في هذا الحدث لإحياء التراث الفني للمدينة وتعزيز الذوق الفني لدى الجمهور. وتطمح الجمعية من خلال هذه الدورة إلى ترسيخ قيم التعايش والسلام ونشر أجواء المحبة والاحترام، إيمانًا منها بالدور الكبير الذي يلعبه المسرح في تعزيز هذه القيم ونبذ الأحقاد.
بفضل الجهود المشتركة لكل المشاركين والداعمين، وبحضور جمهور شغوف ومتفاعل، تنبثق الدورة التاسعة لمهرجان الرواد الدولي للمسرح كمنارة ثقافية تبث الأمل والطموح، وتبرز مدينة خريبكة كوجهة ثقافية تعزز الفن وتحتفي بالإبداع، مع تطلع الجميع لمواصلة هذا التميز في السنوات القادمة، لتصبح خريبكة محطة رائدة على خريطة المهرجانات المسرحية العالمية.