زنقة36_غزة مجيد
في الوقت الذي يواجه فيه سكان جماعة خريبكة أزمة ندرة المياه، ويشعرون بالقلق من المستقبل العطشان، يبدو أن رئيس الجماعة قد وجد الحل المثالي: الغناء والرقص على أنغام الشعبي! نعم، بدلاً من البحث عن حلول جادة لهذه الأزمة أو تنفيذ تعليمات جلالة الملك السامية بخصوص تدبير المياه بفعالية، قرر رئيسنا العزيز أن يتغنى بالأهازيج ويخبرنا أن “العام زين”.
تخيلوا معي، في حين أن سكان خريبكة يئنون تحت وطأة الجفاف، نجد رئيس الجماعة مشغولاً بتنظيم حفلات شعبية وكأنها المفتاح السحري لحل المشكلة. بل ويبدو أنه مقتنع تماماً أن الغناء والرقص سيساعدان في تدفق المياه إلى الآبار الجافة وملء الخزانات الفارغة!
عوضاً عن استقطاب الكوادر المؤهلة، وتنظيم ندوات تثقيفية حول كيفية ترشيد استهلاك المياه وإيجاد حلول دائمة للأزمة، يبدو أن رئيس جماعتنا قد قرر أن يسير في اتجاه معاكس تماماً. فهو يغض الطرف عن توجيهات جلالة الملك ويعتبر أن العام زين طالما أن “الشعبي” يعزف والمواطنون يتمايلون.
هذه السياسة السخيفة تعكس بشكل واضح غياب الجدية والمسؤولية في التعامل مع مشكلة ندرة المياه. فبدلاً من اتخاذ خطوات حقيقية لحل الأزمة بجماعة خريبكة، يفضل رئيس الجماعة تقديم عروض شعبية يعتقد أنها كافية لإلهاء الناس عن معاناتهم اليومية.
كم هو محزن أن نرى مثل هذا التهاون في مواجهة مشكلة تؤثر بشكل مباشر على حياة الناس ومعيشتهم. وكم هو ساخر أن نجد الحلول البسيطة متمثلة في الرقص والغناء بينما الماء يتناقص والآبار تجف. أليس من الأفضل لرئيس الجماعة أن يتوقف عن هذا العبث ويبدأ في تنفيذ الحلول التي يطالب بها جلالة الملك وتحتاجها الجماعة بشدة؟
في النهاية، يبقى السؤال: هل سيستمر رئيس جماعة خريبكة في التغني بالشعبي وإخبارنا أن “العام زين”، أم سيفيق من غفوته ويتحمل مسؤوليته الحقيقية في حل مشكلة ندرة المياه؟ فقط الزمن كفيل بالإجابة على هذا السؤال، لكن حتى ذلك الحين، يبدو أن “الشعبي” سيظل الحل الوحيد في قاموس رئيس الجماعة!