بقلم: غزة مجيد
قراءة في خفايا الصراع بين البناء والهدم
في كل مرة ينهال هلال الاحتجاجات السلمية، نرى جيل« z» الواعي صامدًا، يعرف ما يريد، يرفع مطالبه بوعي وحكمة. هذا الجيل لم يأت من فراغ، بل جاء يحمل مطالب واضحة: صحة، تعليم، سكن، مطالب سلمية عند أول وهلة، لم يرف له جفن عن سلمية النضال ولا عن الترافع من داخل المؤسسات كمَخرج استراتيجي. جيل زاد هو جيل الفهم، جيل يعرف جيدًا أن المؤسسات ليست نهاية الطريق بل وسيلة لتعميق الإصلاح وإنتاج حلول ملموسة.
لكن وسط هذا الهلال السلمي، يبرز جيل اخر«خ»؛ ذاك الجيل المتربص المدعوم من جهات خارجية، الذي لا يفهم سوى لغة التخريب والتهريب وفعل الخراب. جيل ليس له علاقة بالمطالب أو الشبكة النضالية، بل هو الجيل الذي يفسد المشهد، يشوه الاحتجاج السلمي، ويحول القنوات المشروعة إلى مدارج للفوضى والدمار.
نحن لا ندافع عن أحد، لكن لا يجب أن نخطئ ونخلط بين جيل«z» الذي يطالب بحقوقه بكل وضوح وسلمية، وبين جيل «خ» الذي ينفخ في نار التوتر ويبعثر أوراق الحراك.
حتى البلاغ الرسمي للأغلبية الحكومية، الصادر بعد خروج الناس إلى الشارع، كشف أن الورش الملكي الهام لم يُنفذ كما يجب، وأن الحكومة لم تتجاوب مع مطالب المواطنين في الوقت المناسب. هذا يؤكد أن التجاوب الحقيقي لا يكون بالكلمات فقط، بل بالأفعال الملموسة القبلية والفورية.
الرسالة هنا على السياسيين أن يفهموا الدرس جيدًا: التطوير الحقيقي يبدأ من وحْدَة المطلب السلمي، وقطع الطريق على أصحاب الهدم ممن ينتمون لحديد «جيل خ». الاحتجاجات السلمية التي ينظمها ويقودها جيل «z» ليست غاية في حد ذاتها، بل هي بداية لإصلاح حقيقي ومستدام، بينما جيل «خ» هو السرطان الذي يحاول أن يلتهم هذا الأمل عبر الفوضى المدعومة.