مجيد غزة_زنقة36
في اطار برنامج المقاهي الثقافية في السجون، حل المخرج سعد الشرايبي ضيفا على المقهى الثقافي بالسجن المحلي بني ملال، مساء يوم الخميس 14 دجنبر 2023، في لقاء مفتوح مع نزلاء ونزيلات المؤسسة، حول كتابه: ” شذرات من ذاكرة سينمائية”.
بعد الترحيب بضيف اللقاء من طرف إدارة المؤسسة وشكره على المشاركة في برنامج المقهى الثقافي لتقاسم تجربته السينمائية مع نزلاء المؤسسة، و المساهمة في تنمية الثقافة السينمائية لدى النزلاء المؤسسة لتطوير معارفهم الثقافية في الفن السابع.
وحضر اللقاء الكاتبة أمينة الصيباري، قدمت خلاله ورقة تعريفية حول المخرج سعد الشرايبي، أشارت فيها إلى أن المخرج من مواليد 27 يونيو 1952 بمدينة فاس، ويعد واحدا من أعلام الثقافة السينمائية البارزين بالمغرب، الذين تلقوا تنشئة سيمائية من داخل حركة الأندية السينمائية، حيث راكم من خلال مساهمته في تأسيس وتسيير أندية سينمائية خبرة نظرية وعملية مكنته من دخول غمار الانتاج، بداية بالاشتغال مساعدا في إخراج الفيلم الجماعي (رماد الزريبة سنة 1976) ومديرا لإنتاج الفيلم القصير (الأيام المائة للمامونية سنة 1977، قبل أن يخرج باكورة أفلامه “بوعادل/من حياة قرية” سنة 1978، و فيلم “كلمات وتعابير” سنة 1980 وفيلم “غياب” سنة 1982، ليخوض بعد ذلك تجربة انتاج الفيلم الروائي الطويل بإخراجه فيلم “ايام من حياة عادية” سنة 1991، تلته أفلام روائية طويلة أخرى ( “نساء ونساء” سنة 1998 ،”عطش” سنة 2000، “جوهرة بنت الحبس” سنة 2003،”الإسلام يا سلام” سنة 2007،”نساء في المرايا” سنة 2010، و “الميمات الثلاثة”، قصة ناقصة” سنة 2019.
وتحدث المخرج في البداية عن كتابه ” شذرات من ذاكرة سينمائية” مشيرا إلى أنه ناقش من خلاله عدة مواضيع مرتبطة بالسينما من قبيل المهرجانات الوطنية للفيلم بالمغرب، الجامعة الوطنية للأندية السينمائية، الأندية السينمائية بالمغرب، اليوم الوطني للسينما، النقد السينمائي في المغرب، إلى جانب كتابات للتأمل و التفكير حول مجوعة من القضايا المرتبطة بحقوق الانسان في السينما المغربية، وضعية المرأة في السينما المغربية و علاقة بين السينما و التشكيل.
وناقش النزلاء الحاضرون كتاب سعد الشرايبي اضافة إلى مجموعة من أفلامه، بداية بالأدوار التي يمكن أن تلعبها السينما في بناء المجتمع، حضور المرأة في السينما، علاقة السينما بالتراث، فيما ذهبت بعض المدخلات إلى التساؤل حول أزمة السينما المغربية وعن علاقة السينما بالجمهور، لأي سينما نحتاج، علاقة السينما بالجهوية المتقدمة ودور السينما في الدبلوماسية الموازية، علاقة السينما بالقضية الوطنية، فيما توقت بعض المداخلات على القضايا التي ناقشتها مجموعة من افلام المخرج سعد الشرايبي بداية ب فيلم “نساء ونساء”، فيلم “عطش”، و “جوهرة بنت الحبس”.
و في معرض تفاعله مع ما جاء في مداخلات النزيلات و النزلاء قال متوجها بخطابة إلى السجناء: ” كونوا على يقين أنه سبق لي المشاركة في العديد من اللقاءات، لكن اللقاء معكم اليوم لقاء خاص جسدته الأسئلة التي تقدمتم بها، و التي كانت عميقة جدا، وهذا أمر مفرح، نعم لديكم سلعة ثمينة و هي الوقت لكن هناك ذكاء كبير في ا لأسئلة المطروحة”.
و في رده عن اشكال تأثير السينما في تغيير المجتمع، قال: “الصورة لها دور لكن ليس في تغيير المجتمع، بل هي باعث على التفكير بالنسبة للمتلقي للتفكير حول القضايا التي تجعل منها الافلام موضوعا لها، ومن تم فالسينما لا تغير المجتمع بل هي جزء من العناصر التي يمكن أن تساهم في التغيير المجتمع و على المدى البعيد”.
و أضاف أنه لا يمكنا الحديث عن وجود سينما مغربية، بل هناك أفلام سينمائية متعددة، وليس هناك فيلم نموذجي يعد مرجعا لإنتاج أفلام سينمائية، في المغرب هناك تعددية في الانتاج، هناك فيلم فكاهي تاريخي مجتمعي بسيكولوج ، وهذه التعددية لا يمكن أن نسميها ” سينما مغربية”، وفي وقت ما عندما يصبح لدينا تراكم العديد من الافلام في إطار تمغربيت يمكننا أنداك نقول لدينا “هوية سينمائية مغربية”.
و فيما يتعلق بحضور المرأة في السينما، أردف قائلا: السينما بصفة عامة هي مرآة للمجتمع وحضور المرأة في السينما هو نفس حضورها في المجتمع، فالعديد من الافلام السينمائية المغربية تطرقت لموضوع المرأة، وفي اعتقادي ساهمت العديد من الأفلام في تغيير الصورة النمطية عن المرأة من خلال الحديث عن المرأة الفعالة والفاعلة في المجتمع و الديناميكية، وهذه الافلام لقيت صدى لدى المتلقي ولدى باقي الفاعلين و المؤسسات المهتمة بقضايا المرأة.
وحول علاقة السينما بالتراث المغربي أوضح المخرج أن الأفلام السينمائية المغربية لم تولي أهمية كبيرة في البداية للتراث، لكن خلال 20 سنة الأخيرة أصبح التراث حاضرا في الافلام السينمائية المغربية، سواء كان تراثا موسيقيا او شعر او مكتوب، لكن أقر أن التراث الثقافي لم يأخذ حقه من الاهتمام في الأفلام المغربية.
وفيما يخص دورة السينما في الدبلوماسية الموازية اشار المخرج إلى أن هناك اهتمام كبير اليوم من طرف الفاعلين في المجال الدبلوماسي بهذه المسألة وذلك راجع للدور الذي يمكن أن تضطلع به السينما في الدبلوماسية الموزاية، وتم خلال السنوات الأخيرة تنظيم مجموعة من النشطة السينمائية المغربية بعدة بلدان من قبيل تنظيم اسبوع الفيلم المغربي وعرض أفلام وثائقية عن المغرب، اما في ما يخص القضية الوطنية فهناك أفلام وثائقية تهتم بالقضية الوطنية الأولى و حول علاقة السينما بالجهوية المتقدمة أشار إلى هناك بوادر عمل انطلقت من خلال اجتماعات مع منتجين ورؤساء الجهات لربط الانتاج السينمائي بالجهوية.
يشار إلى أن المندوبية العامة لإدارة السجون واعادة الادماج سطرت برامج ترمي إلى تمكين نزلاء المؤسسات السجنية من مجموعة من المعارف في مجال الصناعة السينمائية والتثقيف السينمائي من خلال إطلاق برنامج “نور الدين الصايل للأندية السينمائية بالمؤسسات السجنية”، والرامي إلى تمكين النزلاء من التثقيف السينمائي عبر التكوين في مجالات المهن السينمائية عبر توقيع على اتفاقيتي شراكة الأولى مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل و الأخيرة مع جمعية اللقاءات المتوسطية للسينما وحقوق الإنسان تروم اهدافها إلى تجهيز ودعم إحداث نواد سينمائية في 32 مؤسسة سجنية بالمغرب.