إدريس سحنون
وسط أجواء احتفالية تجسد روح الوطنية والإبداع، انطلقت مساء أمس الاثنين 18 نونبر 2024 فعاليات الدورة السادسة لملتقى السينما والتاريخ بوادي زم. ينظم هذا الحدث البارز، الذي يمتد على مدى ثلاثة أيام، جمعية بلادي للتنمية والتعاون، احتفاءً بذكرى المسيرة الخضراء وعيد الاستقلال المجيد.
وافتتحت الدورة بدار الشباب 20 غشت بقص شريط معرض للفنون التشكيلية، إيذانا بانطلاق برنامج غني يزاوج بين الإبداع الفني والاحتفاء بالذاكرة الوطنية. وكرمت هذه الدورة المناضلة والفنانة التشكيلية والكاتبة خدوج السليماني، إلى جانب الفنان والممثل جمال العبابسي، تقديرا لإسهاماتهما البارزة في المجالات الفنية والوطنية.
وشهد حفل الافتتاح كلمات مؤثرة لكل من رئيس الجمعية المنظمة أحمد زين الدين، ورئيس جماعة وادي زم، والمدير الإقليمي للثقافة مصطفى الفاروقي، حيث أشادوا بأهمية هذه التظاهرة في تعزيز الحضور الثقافي والفني للمدينة. كما قدم المخرج والفنان مراد بتيل والدكتور الحبيب ناصري شهادات حية سلطت الضوء على مسيرة المحتفى بها خدوج السليماني، باعتبارها نموذجا للمرأة المناضلة والفاعلة في الحقل الجمعوي والرياضي.
ولم تخلُ الأمسية من ألوان تراثية أضفت على الحدث أجواء فنية فريدة، حيث قدمت فرقة “كناوة سبيرت” لوحات موسيقية أبهرت الحاضرين. كما عُرض شريط وثائقي من توقيع المخرج عبد العزيز العطار، يروي جزءا من حياة المناضلة خدوج السليماني بأسلوب مشوق يربط بين الماضي والحاضر.
وتواصل الدورة فعالياتها يوم غد بسلسلة من الأنشطة الثقافية والفنية التي تؤكد على أهمية الربط بين السينما والتاريخ. وتشمل هذه الفعاليات ورشة حول السيناريو والإخراج يقدمها الفنان والمخرج عبد اللطيف نجيب، بالإضافة إلى ندوة فكرية بعنوان “تجليات المرأة في تاريخ المقاومة وفي السينما” بمشاركة نخبة من الباحثين والنقاد. كما تتضمن العروض أفلاما روائية طويلة وأخرى قصيرة تعكس تنوع التجارب الإبداعية.
ويحظى الملتقى بدعم من جماعة وادي زم، والمركز السينمائي المغربي، والمديرية الإقليمية للثقافة، وهو ما يعكس التزام الفاعلين المحليين بالنهوض بالإشعاع الثقافي والفني للمدينة. بهذه الروح التشاركية، يشكل ملتقى السينما والتاريخ منصة تجمع بين استحضار ذاكرة المقاومة وتعزيز قيم الإبداع الفني، ليبقى شاهدا على غنى التراث وعمق الهوية الوطنية.