زنقة36_غزة مجيد
رغم ما تشهده مدينة خريبكة من تحولات تنموية في عدد من المجالات، لا يزال قطاع سيارات الأجرة الصغيرة يعاني من اختلالات بنيوية تؤثر سلبًا على جودة الخدمة العمومية، وتُقلل من جاذبية المدينة، خصوصًا في أفق استعداد المملكة لتنظيم كأس العالم 2030، حيث من المنتظر أن تكون المرافق الحضرية في مستوى المعايير الوطنية والدولية.
ويُعد أبرز هذه الاختلالات وأكثرها إلحاحًا:
1. غياب العدادات: فراغ تنظيمي يمس شفافية الخدمة
على عكس ما هو معمول به في عدة مدن مغربية، لا تتوفر سيارات الأجرة الصغيرة بخريبكة على عدادات، لا من حيث التجهيز ولا من حيث التفعيل. وهو ما يجعل التسعيرة اليومية خاضعة لتقديرات شخصية، تفتقر للضبط والعدالة، وتفتح المجال لممارسات غير منصفة، تُفقد الزبون الشعور بالثقة والاطمئنان.
في هذا السياق، تبرز الحاجة إلى إحداث عدادات إلزامية، كخطوة تنظيمية أولى لإصلاح القطاع، وضمان التوازن بين مصالح المهنيين وحقوق المرتفقين، في انسجام تام مع التوجهات الوطنية الرامية إلى تكريس مبدأ الشفافية والحكامة الجيدة.
2. تهالك الأسطول: تحدٍّ يمس السلامة والراحة
لا يزال جزء كبير من الأسطول العامل بالمدينة متقادمًا من حيث الحالة الميكانيكية والشكل الخارجي، ما يُعرض الركاب لمخاطر محتملة ويُضعف شروط الراحة، خاصة مع غياب معايير واضحة لتجديد المركبات. ويتطلب الأمر برنامجًا محليًا لتأهيل وتجديد سيارات الأجرة، بأفق زمني معقول، لا يتجاوز فيه عمر السيارة خمس سنوات، مع تحفيزات مالية مناسبة.
3. التدخين داخل السيارة: ممارسات غير مهنية تضر بالصحة العامة
تسجل شكايات متكررة من المواطنين بخصوص قيام بعض السائقين بالتدخين داخل المركبة، حتى في وجود الزبناء، في خرق واضح للقانون رقم 15.91 المتعلق بمنع التدخين في الأماكن العمومية. وهو ما يُعد سلوكًا غير مهني يتطلب مزيدًا من اليقظة والمراقبة الميدانية.
4. غياب الزي المهني: ضعف في الصورة المؤسساتية للقطاع
يُلاحظ كذلك غياب أي زي موحّد لسائقي سيارات الأجرة، ما يُفقد المهنة رمزيتها ويُرسخ صورة من التسيّب والعشوائية. ومن شأن اعتماد زي مهني موحّد، يحمل شارة تعريفية واضحة، أن يُساهم في تحسين صورة القطاع وتعزيز حس الانتماء والاحترام المهني.
1. إحداث العدادات وتعميمها على جميع سيارات الأجرة الصغيرة بخريبكة، وربط استعمالها بتجديد الرخص.
2. إطلاق خطة لتجديد الأسطول بدعم مؤسساتي وتحفيزات موجهة، مع تحديد سقف عمر المركبة.
3. منع التدخين بشكل صارم داخل السيارات، مع تفعيل الرقابة الميدانية وتخصيص ملصقات توعوية داخل المركبات.
4. فرض زي مهني موحد يعكس هوية السائق واحترام المهنة.
5. رقمنة القطاع عبر آليات حديثة لتحديد التسعيرة، وتلقي الشكايات وتتبع جودة الخدمة.
إن إصلاح قطاع سيارات الأجرة الصغيرة بخريبكة ليس مسألة قطاعية فحسب، بل هو مدخل أساسي لتحسين جودة الحياة الحضرية، وصيانة كرامة المواطن، وإبراز صورة مدينة في طور التحول. ويظل إحداث العدادات وتعميمها خطوة أولى، لكنها جوهرية، نحو بناء مرفق عمومي منصف، حديث، وشفاف يواكب طموحات المدينة وتطلعات ساكنتها.