مشروع تأهيل وإصلاح مقر الدائرة الأولى للشرطة بخريبكة: رهان على الأمن والتنمية المستدامة

12 فبراير 2025
مشروع تأهيل وإصلاح مقر الدائرة الأولى للشرطة بخريبكة: رهان على الأمن والتنمية المستدامة

زنقة36_ غزة مجيد

تشهد مدينة خريبكة تحولًا نوعيًا في بنيتها التحتية الأمنية من خلال مشروع تهيئة وإصلاح مقر الدائرة الأولى للشرطة، في إطار استراتيجية شاملة لتعزيز الأمن وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، وذلك عبر شراكة متعددة الأطراف تضم مختلف الفاعلين المحليين.

وقد شهد هذا الحدث حضور عبد الحميد الشنوري، عامل إقليم خريبكة، والوفد المرافق له، إلى جانب عدد من الشخصيات البارزة، من بينها:

محمد صياح، وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية لخريبكة،

عبد اللطيف بلحميدي، الوكيل العام لمحكمة الاستئناف،

عبد العزيز شقروف، الرئيس الأول للمحكمة،

محمد بنرباك، والي جهة بني ملال – خنيفرة،

عبد الهادي الدكالي، رئيس المنطقة الأمنية،

ممثلو الأجهزة الأمنية بمختلف رتبهم ومسؤولياتهم، وأعوان السلطة، وفعاليات المجتمع المدني.يعد هذا المشروع ثمرة تعاون مكثف بين ولاية أمن بني ملال، ممثلة في السيد والي الأمن، والمديرية العامة للأمن الوطني، إلى جانب مساهمات مهمة من الفاعلين المؤسساتيين، وفي مقدمتهم الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين والمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية، اللتين ساهمتا في توفير الوعاء العقاري اللازم لإنجاز المشروع.

كما أسهم المجلس البلدي لخريبكة بشكل فعّال في جهود التهيئة، إلى جانب مؤسسة الشيخ زايد التي قدمت دعمًا طبيًا متكاملًا، والمجلس الإقليمي لخريبكة الذي تولى تجهيز المقر بالمكتبات والمعدات المعلوماتية الحديثة. ولم يقتصر الدعم على الهيئات الحكومية، بل امتد ليشمل القطاع الخاص، عبر مساهمات مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط ومجموعة كارا تكنيك، اللتين قدمتا دعمًا لوجستيكيًا وتقنيًا كبيرًا لإنجاح المشروع.

يقع مقر الدائرة الأولى للشرطة في حي حديث ذي موقع استراتيجي، حيث يحده:

شرقًا: نفوذ الدرك الملكي لأبي الأنوار،

جنوبًا: نفوذ الدرك الملكي لخريبكة،

غربًا: نطاق الدائرة الرابعة،

شمالًا: نفوذ الدائرتين الثانية والخامسة.

ويضم هذا الحي عددًا من المرافق الهامة، مثل السوق الأسبوعي، ومحطة تصفية المياه العادمة، ومركز تنمية قدرات المراد التابع لجامعة محمد السادس للبوليتكنيك، إضافة إلى خط السكك الحديدية للمكتب الوطني للسكك الحديدية، مما يعزز دور الدائرة الأمنية كمحور أمني استراتيجي.

تواجه الدائرة الأولى للشرطة تحديات أمنية متزايدة في ظل تعداد سكاني يناهز 39,300 نسمة (وفق إحصائيات 2014)، خاصة في مناطق تجزئة الزيتون بمراحلها الأربع، المدينة القديمة والجديدة للتنشيف، حي بنجلول، وحي الفرج.
وتسهر المصالح الأمنية على تأطير الوقفات الاحتجاجية، سواء المتعلقة بالنزاعات الجماعية للشغل، أو بمطالب الساكنة، أو بالاحتجاجات النقابية لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط وشركات المناولة، إضافة إلى تأطير احتجاجات الطلبة بالكلية المتعددة التخصصات، والنزاعات المرتبطة بالأراضي السلالية والمشاريع العقارية.

تأسست الدائرة الأولى للشرطة سنة 1968، ويعمل بها حاليًا 13 موظفًا، يتولون مهام حفظ الأمن والاستجابة السريعة لمتطلبات المنطقة. وفي إطار مشروع التحديث، تم تخصيص ميزانية مهمة لتجهيز المقر بأحدث التقنيات الأمنية، وتعزيز موارده البشرية، وتحسين ظروف العمل، بما يتماشى مع تطور التحديات الأمنية.

إضافة إلى ذلك، يشكل موقع الدائرة الأولى مركزًا استراتيجيًا للتنسيق الأمني، نظرًا لقربه من الإقامة الرسمية لعامل الإقليم، المقر الإقليمي للأمن، الباشوية، بلدية خريبكة، والقيادة الإقليمية للقوات المساعدة، مما يعزز من سرعة التدخلات الأمنية وفعالية التنسيق بين مختلف المصالح.

لا يقتصر دور الدائرة الأولى للشرطة على البعد الأمني فقط، بل يندرج ضمن رؤية شاملة تهدف إلى تعزيز الاندماج المجتمعي، تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين، ومواكبة التوسع العمراني للمدينة.

ويعكس هذا المشروع نموذجًا ناجحًا للتنسيق بين السلطات الأمنية، الهيئات المحلية، ومؤسسات القطاع الخاص، بما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار، ودعم جهود التنمية المستدامة بمدينة خريبكة، في إطار مقاربة متكاملة تستجيب لتطلعات الساكنة ومتطلبات التنمية الحديثة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.


الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق