زنقة36-غزة مجيد
في وقتٍ تعيش فيه البلاد ظروفًا تستدعي التريث والحكمة للحصول على المعلومة الصحيحة من الجهات المختصة، تحوّلت منصات مثل الفيس بوك إلى مسرحٍ للفوضى والتكهنات. وكأن المشهد يُلخص بمثال بسيط: سمعوا صوت انفجار؟ ربما قنينة غاز، ربما انفجارات تحت الأرض تخص الفوسفاط، ربما طائرات لجمع السحاب، وربما… وربما…، سلسلة لا تنتهي من التخمينات التي تفتقر لأي دليل.
هذا بالضبط ما وقع بالأمس في خريبكة حين حدث صوت يشبه الرعد غامض، وبدل أن ينتظر الناس تصريحات الجهات المعنية، ملأت الشائعات صفحات الفيس بوك. تعددت السيناريوهات: منهم من قال إنها مفرقعات، وآخرون زعموا أنها قنبلة، بينما ذهب البعض إلى خيالات بعيدة لا تمت للواقع بصلة. وكأن الغرض ليس فهم ما حدث، بل خلق البلبلة وزرع الشك بين المواطنين.
هذه السلوكيات العشوائية تعكس غياب الوعي بخطورة نشر الأخبار الكاذبة وتأثيرها السلبي على استقرار البلاد. إن منصات التواصل الاجتماعي ليست مكانًا لتصفية الحسابات الشخصية أو التباهي بالآراء العشوائية. بل هي أداة يمكن استغلالها لنشر الوعي ودعم الوطن، خصوصًا في الأوقات الحرجة.
نكرر الرسالة: كفى من-الربما- التي لا تنتهي، وكفى من التلاعب بمشاعر الناس. حب الوطن لا يُقاس بنشر الشائعات أو التخمينات غير المسؤولة، بل بالتحلي بالمسؤولية والانتظار للحصول على المعلومات الصحيحة من مصادرها الرسمية.
الوطن أمانة، والحفاظ عليه يبدأ بالكلمة الطيبة والمعلومة الدقيقة. وكما يُقال: من لا خير فيه لوطنه، لا خير فيه لنفسه ولا للآخرين.